سيرة الشيخ العلامة محمد بن شامس البطاشي رحمة الله
تأليف الشيخ الحارث بن محمد بن شامس البطاشي والذي قدمه للمنتدى الأدبي بمناسبة عقد الندوة الخاصة بتكريم شيخنا البطاشي رحمه الله
نقله إلى سبلة عمان العضو عاشور بتصرف واختصار
المبحث الأول: نسبه ونشأته
هو سيدي الشيخ العلامة محمد بن شامس بن خنجر بن شامس بن خنجر بن شامس بن ناصر بن سيف بن فارس بن كهلان بن خنجر بن شامس بن فارس بن سنان بن شامس البطاشي.
ولد ببلدة مسفاة بني بطاش من أعمال ولاية قريات في الثاني عشر من شهر صفر الخير سنة 1330هـ من ابني عم. توفي والده وهو في المهد رضيع لم يتجاوز عمره أربعة أشهر، وقد عوضه الله عن حرمانه من العطف الأبوي بالحنان الدافق واللمسة الحانية من أمه التي لم تدخر في سبيل تربيته وتهذيبه وتعليمه وسعا ولا طاقة، فكانت له الأم والأب ترعاه كما ترعى إخوته الآخرين عدي - وهو أكبرهم - وحمد وأحمد وأصغرهم محمد.
لقد كانت ليلى بنت محمد بن شامس البطاشية امرأة حصيفة عاقلة عرفت بالتقوى والصلاح لها همة تتقاصر دونها همم الرجال.
لم تستسلم لليأس بعد وفاة زوجها، ولم تركن للدعة والراحة، وهي من هي في قومها، فأبوها محمد بن شامس أثرى بني بطاش، وكان له من الأموال والأملاك ما لا يعدله به أحد في جماعته، وعمها خنجر بن شامس زعيم وقائد فذ له أيام ووقائع، ناهيك بجدها شامس بن خنجر، إذ لم يكن يطاوله في جماعته أحد، وكانت له هيبة وسطوة أكسبته شهرة وذكرا بين القبائل، ومع ذلك كله فقد كانت ليلى بنت محمد امرأة عاملة تقوم على بيتها بنفسها وتعني بشؤون منزلها، ولا تكل أمر ذلك إلى غيرها، وبهذه الروح الوثابة غرست مكارم الأخلاق ومبادئ الدين في نفوس أولادها، وكأنها تعدهم ليوم قادم يحملون فيه راية العز والمجد والفخار.
إذا كانت أم شيخنا هي أول راع ومؤدب له كما كان لأخيه عدي بن شامس الذي يكبره باثنتي عشرة سنة دور بارز في سنيه الأولى فقد تولى قسطا من رعايته وتأديبه، كما أن لعمه المهنا بن خنجر يدا طولى في تنشئته وتعليمه، ولا يمكننا أن ننسى بحال أخاه أحمد بن شامس الذي أشرف على تعليمه بل كان هو معلمه الأول كما سيأتي.
لقد كانت البيئة التي اكتنفت طفولة الشيخ عاملا مساعدا في تحصيله العلمي إذ لقي من أقاربه الحث والتشجيع والمؤازرة الدائمة كما كان لمن مضى من سلفه من الأجداد الذين نالوا حظا من التعليم حافز قوي ودافع إلى الأمام في مشواره العلمي.
وبنو بطاش القبيلة التي ينتسب إليها شيخنا قبيلة أزدية من ولد عمرو بن عامر ماء السماء، وهم فرع من غسان يتصلون بجبلة بن الأيهم آخر ملوك غسان بالشام على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وينقل الشيخ في رسالة له عن نسب بني بطاش ينقل عن أخيه أحمد بن شامس أنه بعد موت جبلة رجع ابنه عمرو إلى المدينة فأسلم ورجع إلى الشام ثم إن أولاده خرجوا إلى الأحساء وأقاموا بها سنينا، وإن أهل الأحساء ضجروا منهم فخرجوا منها إلى عمان، وذلك في أيام الإمام الخليل بن شاذان.
وكانوا دبروا أمرًا أن يتملكوا عمان بالقهر ولكنهم رأوا دولة عمان قوية فكاعت نفوسهم، فتوجهوا إلى الجانب الشرقي من عمان وبقي بعض بوادي الجيلة وكانت عندهم موال كثيرون، وعندهم خيل، وبعضهم توجه إلى وادي الطائيين إلى بلدة إحدى، وبعضهم ذهب إلى حاجر دما، وبعضهم ذهب إلى المسفاة، فمنهم من استوطن أحدا، ومنهم من استوطن المسفاة، وكانت هذه الناحية الشرقية تسكنها قبائل طي الذين منهم بنو عرابة وبنو عمرو وبنو وهيب والهاديون وبنو أخزم وبنو غسين والمشارفة، فأنزلوهم معهم ورأسوهم عليهم وانضموا إليهم؛ فلذلك يذكر أهل عمان الذين لا يعرفون الحقيقة أن بني بطاش من طي، ومنهم شاعر العرب الشيخ ناصر بن سالم رحمه الله في قصيدته النونية حيث يقول:
وأين عنها بنو بطاش أين هم.:.:. من لي بهم وهم للحرب أخدان
عادات طيئ تخضيب السيوف وإر.:.:. واء المثقف وهو اليوم عطشان
والذي يذهب إليه شيخنا البطاشي رحمه الله أن بني بطاش من غسان ويؤيد ذلك بقاء هذه النسبة حتى في ألسنة العوام فإنهم ينتمون إلى جبلة وفي خطوطهم القديمة يكتبون البطاشي الأزدي ولا يكتبون الطائي.
ويشير الشيخ رحمه الله في رسالته إلى وجود سلسلة نسب بني بطاش تتصل بجبلة بن الأيهم بخط الشيخ عدي بن صلت البطاشي عم الشيخ العلامة سلطان بن محمد بن صلت.
أما انتسابهم إلى بطاش فينقل الشيخ البطاشي عن أخيه الشيخ العلامة أحمد بن شامس أن بطاش لقب عمرو بن عدي بن محمد بن بلعرب بن محمد بن بلعرب بن كهلان بن مزاحم بن بلعرب بن مزاحم بن يعرب بن محمد بن مربع بن حارث بن عمرو بن جبلة بن الأيهم.
وقد تخرج من هذه القبيلة جملة من العلماء والقادة فمن أهل احدا بوادي الطائيين رجال أهل علم وفضل منهم الشيخ العالم الفقيه سلطان بن محمد بن سلطان بن محمد بن بركات البطاشي، وهو جد الشيخ العلامة سلطان بن محمد بن صلت لأمه وكان معاصرا للإمام أحمد بن سعيد وتولى القضاء للسيد حمد بن سعيد بن أحمد.
ومنهم الشيخ العلامة سلطان بن محمد بن صلت المتوفى حروة سنة 1278هـ وكان معاصرا للمحقق الخليلي، وبينهما مراسلات، وكذلك العلامة ناصر بن أبي نبهان، ولا يبعد أنه تلمذ على أبي نبهان، وقد تولى للسيد سعيد بن سلطان القضاء، وسافر معه إلى زنجبار، وكان السلطان يوده ويقربه، وبينهما مراسلات باقية إلى اليوم، وكانت له محاولات لإحياء الإمامة، وهو أحد الذين قبّضهم حمود بن عزان الحصون التي تملكها من ابن عمه السلطان سعيد بن سلطان، إلا أن الشيخ سلطان لم يدرك إمامة الإمام عزان.
وللشيخ سلطان جوابات ورسائل تنبئ عن رسوخ قدمه في العلم وإن غاب كثير منها، إلا أن الموجود يشي إلى عبقريته ونبوغه.
ومن بني بطاش أهل احدا الشيخ الفقيه عدي بن صلت بن مالك بن سلطان، عم الشيخ العلامة سلطان بن محمد بن صلت، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، وله أجوبة في الأثر.
ومنهم الشيخ العالم عبد الرحمن بن محمد بن بلعرب بن محمد البطاشي من علماء القرن الثاني عشر وكان معاصرا للإمام أحمد بن سعيد، وله فيه مدائح، وعاش إلى أيام حفيده السيد حمد بن سعيد بن أحمد البوسعيدي، وهو ناظم للشعر وطبيب وفقيه، ترك مكتبة تحوي أكثر من ألف مخطوط.
ومنهم الشيخ عمرو بن عدي بن عمرو بن محمد بن سلطان بن محمد بن بركات البطاشي نسبا، الأحدوي وطنا، أحد الذين تلمذوا على المحقق الخليلي.
وهو من رجال العلم والورع وله يد في علم الحرف والأسرار، وله شعر جيد، وتوجد له مسائل في التمهيد، وهو من أكابر جماعته ومن أعيانهم، ومع هذا كان زاهدا عابدا وكانت له مكتبة كبيرة تضم الكثير من الكتب الفقهية واللغوية إلا أنها تلاشت بعد وفاته ولم يبق منها إلا القليل، وكانت وفاة الشيخ عمرو سنة 1317هـ.
وابنه عدي بن عمرو بن عدي بن عمرو من أهل العلم كذلك، وهو ناظم للشعر وفقيه، توفي في الليلة التي توفي فيها والده.
ومنهم الشيخ سيف بن حمود بن حامد بن حبيب بن بلعرب بن عمرو الفقيه المؤرخ صاحب إتحاف الأعيان في التراجم وغيره من الكتب التاريخية المعتبرة المتوفى سنة 1420هـ، تولى القضاء في عدة ولايات ثم عمل مراجعا ومحققا لكتب التراث العماني بوزارة التراث قبل أن يتصل بالسيد محمد بن أحمد ويتفرغ للتنقيب عن مكنونات التراث العماني ويخرج عدة كتب، أشهرها موسوعته في تراجم علماء عمان.
ومن أهل المسفاة كذلك رجال أهل علم منهم الشيخ محمد بن سنان بن سلطان بن مسعود بن ورد البطاشي كان قاضيًا في أيام الإمام أحمد بن سعيد.
ومنهم الشيخ خنجر بن شامس بن ناصر جد جد شيخنا المترجم له، تلمذ عند الشيخ محمد بن سنان، فطلبه السلطان سعيد بن سلطان للقضاء فاعتذر، لكونه صاحب ثروة كبيرة وحاشية.
ومنهم سلطان بن محمد بن سلطان من أهل المسفاة أيضًا طلبه السلطان تيمور أن يكون قاضيًا بقريات فلم يتم الأمر لأسباب.
ومن أهل العلم من المسفاة أيضا الشيخ العلامة أحمد بن شامس بن خنجر صنو الشيخ محمد بن شامس وابن عمهما الشيخ الفقيه خالد بن مهنا بن خنجر البطاشي الذي درس العلوم بنزوى، فولاه الإمام الخليلي على وادي دما والطائيين، ثم على بدبد، ثم عمل للسلطان سعيد بن تيمور على عدة مواضع، ثم للسلطان قابوس، وآخر ما تقضى بظفار وتوفي سنة 1425هـ.
ومن أهل المزارع الشيخ شامس بن خنجر بن ورد البطاشي، كان فقيها وناظما للشعر، ويذكر الشيخ سيف بن حمود نقلا عن الشيخ أحمد بن شامس أن للشيخ شامس بن خنجر ديوان شعر وأن الشيخ أحمد ذكر له شيئا من شعره، والشيخ شامس هذا قديم العصر ولا يعرف تاريخ حياته تحديدا.
ومن المزارع الشيخ حمود بن محمد بن شماس بن محمد بن شامس البطاشي، تلمذ عند الشيخ السالمي، ولما نصب الإمام سالم بعمان جعله واليًا وقاضيًا بوادي الطائيين.
هؤلاء هم أهم من أنجبتهم هذه القبيلة من العلماء ولعل هناك غيرهم طوى الدهر ذكرهم ومحا خبرهم ولم يصلنا عنهم شيء لعدم اعتناء العمانيين بتدوين التاريخ والأحداث وتراجم الرجال.
ومن غير العلماء هناك القادة وفحول الرجال، وقد عد الشيخ محمد بن شامس جملة منهم مثل الشيخ شامس بن خنجر وابنه عدي بن شامس وابنه محمد بن عدي وابنه شامس بن محمد والشيخ شماس بن محمد بن شامس وابنه محمد بن شماس وابنه سلطان بن محمد وابن عمهم عبيد بن محمد بن شامس.
ومن أهل المسفاة ناصر بن سيف وابنه شامس بن ناصر وحفيده شامس بن خنجر وبلعرب بن مالك وعبيد بن شامس الملقب بالقحف.
ومن رجال القبيلة عدي بن مالك وناصر بن سميح وأحمد بن سلطان وحبيب بن مسعود وغيرهم من أهل دغمر
المبحث الثاني: تعليمه
يمكن تقسيم الفترة الزمنية التي قضاها الشيخ البطاشي في تلقي العلم إلى مرحلتين زمنيتين:
المرحلة الأولى:
وأعني بها مرحلة الطفولة، وهي تحديدا من سن الإدراك والتمييز حتى سنة 1343هـ السنة التي التحق فيها بمدرسة الإمام الخليلي رحمه الله في هذه المرحلة بدأ شيخنا البطاشي يشق طريقة نحو العلم وكعادة العمانيين قديما فإن أول ما يتعلم الطفل من العلوم هو القرآن الكريم، وقد أخذ يدرس القرآن على أخيه أحمد بن شامس ولم يبلغ السابعة من العمر إلا وقد استظهر القرآن.
والشيخ أحمد بن شامس يكبر أخاه محمدا بأربع سنين، وكان قد تلقى حظا من العلم على يد الشيخ العالم قسور بن حمود الراشدي لما كان واليا على بلاد بني بطاش، وكان مقره ببلدة حيل الغاف، وهي تبعد عن المسفاة حوالي ستة كيلو مترات، وكان الشيخ أحمد بن شامس يتردد على الشيخ قسور يدرس عليه.
لم يجد الشيخ البطاشي في هذه المرحلة من التعليم ما يشبع نهمه أو يروي غلته من بحر العلم إذ كان جل ما تعلمه في هذه الرحلة يعتمد على ما أسعفته به ذاكرته الحادة من حفظ للمتون والأشعار وآداب العرب وأخبارها وقصصها وقد ذكر أنه في هذه المرحلة افتقد المعلم الذي يشبع نهمه ويثري عقله وفكره فغاية ما يمكن أن يتلقاه من أفواه معلميه لا يتناسب وقدراته على التحصيل والفهم لدرجة أنه كان يحفظ كل ما تتلقفه يداه من منثور أو منظوم وذكر أنه لما يمم شطر الإمام الخليلي سأله عن محفوظه فأخبره أنه يحفظ القرآن العظيم ويحفظ كل ما قرأ من شعر ونثر ومن جملة ما يحفظ ذكر قصص العرب المطولة كقيس وليلى وعنتر وعبلة وغيرها مما كان موجودا متداولا بين أهل بلده وكان يحفظها بلفظها الذي رسمت به.
وخلال هذه الرحلة وفي هذه السن المبكرة بدأ رحمه الله نظم الشعر وقرضه، فقد كانت له محاولات شعرية عديدة لم يحفظ لنا الدهر شيئا منها إذ أتت عليها عوادي الزمان، كما أتت على كثير غيرها من نتاج الشيخ شعرا ونثرا.
وأحسب أن شيخنا رحمه الله شاعر بالفطرة، فإنه قال الشعر مبكرا قبل أن يتعلم بحوره وقبل أن يدرس أوزانه وتفعيلاته، وأقدم نص شعري وجد للشيخ كان عبارة عن أبيات قالها لما استقر به المقام في كنف الإمام الخليلي بنزوى يخاطب فيها قومه، وعمره آنذاك أربع عشرة سنة، وأجزم هنا أن الشيخ رحمه الله بدأ قرض الشعر في سن العاشرة أو الحادية عشرة على أقصى تقدير.
المرحلة الثانية:
وهي المرحلة التي قضاها في كنف الإمام الخليلي في نزوى، بدأ من سنة 1343هـ وتعتبر أهم مرحلتي تعليمه، فقد صقلت هذه المرحلة نبوغه، وأشبعت نهمه للعلم، ووجد فيها بغيته.
هناك التقى بالعلماء، وأخذ عن كل عالم فنه الذي يلقيه على طلبته، ولقد كانت نزوى عاصمة الإمامة وبيضة الإسلام كما يطلق عليها ملتقى طلبة العلم في عمان، يفدون إليها من أرجاء الوطن الكبير، وينهلون العلوم على يد علمائها وقضاتها، وكانوا جميعا في رعاية الإمام الخليلي الذي يتعهد طلبة العلم ويشرف عليهم بنفسه، وكان إذا أحس من أحدهم نجابة وفطانة أدناه منه وقربه إليه، وأولاه عناية خاصة على سائر أقرانه.
لقد أعجب الإمام الخليلي بتلميذه الجديد الذي ما إن وطئت قدماه أرض نزوى حتى أخذت ينابيع المعرفة تتدفق من جوانبه، وراح يلتهم من موائد العلم أصنافا شتى، وفاق على أقرانه وزملائه، فكان أحد النجباء القلائل الذين نالوا حظوة القرب من مجلس الإمام الخليلي، وكان قد سبقه أخوه أحمد إلى هذه المكانة التي يغبطهما عليها كثير من طلبة العلم آنذاك.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أذكر أهم أسباب النبوغ والتفوق لدى الشيخ البطاشي رحمه الله، فإلى جانب الفهم وسرعة البديهة وحضور الذهن، وهي صفات لازمته منذ نعومة أظافره كان رحمه الله حافظا واعيا، قلما تعزب عنه شاردة، أو تند عنه واردة من مسائل الأثر، لدرجة أنه لا يقرأ شيئا وينساه إلا ما ندر، حتى قصص العرب وأخبارها كان يحفظها بلفظها.
المبحث الثالث: شيوخه وأقرانه
شهد عصر الشيخ البطاشي نهضة علمية كبيرة، تمثلت في مدرسة الشيخ نور الدين السالمي وما أفرزته من علماء مجتهدين، ومن مؤلفات قيمة ما لبث أن أعقبتها مدرسة الإمام محمد بن عبد الله الخليلي، تلك المدرسة التي أخذت على عاتقها حمل شعلة العلم في عمان، فكانت ملتقى العالم والمتعلم، وضمت بين أركانها خيرة العلماء الذين تخرجوا من مدرسة نور الدين السالمي، واستقطبت أصحاب الهمم من طلاب العلم، ونحن لو أردنا أن نستقصي من أخذ عنهم والدي رحمه الله من أولئك العلماء الأجلة لكانوا من الكثرة بحيث يعسر عدهم، ولكن أذكر هنا من أكثر الشيخ في الأخذ عنهم ومن تتلمذ عليهم في حلقات العلم:
1) أخوه الشيخ العلامة أحمد بن شامس بن خنجر البطاشي
ولد الشيخ أحمد سنة 1326هـ وتلقى تعليمه الأولي على يد الشيخ قسور بن حمود الراشدي عندما كان واليا للإمام الخليلي على حيل الغاف، وظل ملازما له حتى ترك شيخه منصبه سنة 1341هـ حينها غادر وطنه المسفاة والتحق بمدرسة الإمام الخليلي بنزوى، وهناك عب من بحور العلم، وأخذ عن كبار العلماء، وبعد سنتين التحق به أخوه الشيخ محمد بن شامس، وصارا متلازمين في الدرس، وقد برع الشيخ أحمد في علوم العربية، وكان المقدم على جميع تلامذة الإمام في هذا الفن، كما برع الشيخ محمد في علوم الدين وكان المقدم على جميع أقرانه كذلك، وبلغ الشيخ أحمد في علوم اللغة مبلغا عظيما، وكان علامة العربية في زمانه ومرجعا لعلماء اللغة وطلبة العلم.
ويعد الشيخ أحمد أول من تلمذ عليه الشيخ محمد بن شامس البطاشي، وكان عمره عشر سنين، وكان عمر شيخنا ست سنين، ورغم صغر سن المعلم والتلميذ إلا أنهما كانا على الطريق الصحيح، وكانت تلك المحاولة التعليمية اللبنة الأولى التي أقاما عليها فيما بعد صرحا عظيما طاول السماء، وبقي شاهدا على عظمتهما وصدق عزيمتهما.
ترك الشيخ أحمد ديوان شعر غاب كثير من قصائده وشعره جيد.
وفي سنة 1363هـ سافر إلى الهند، وقد استقر به المقام في ضيافة حاكم ولاية حيدر أباد، وكان مسلما محبا للعرب والمسلمين، وظل مقيما هناك ما يقرب من أربع سنين، حتى كانت الفتنة الكبرى بين المسلمين والهندوس والسيخ إبان استقلال الهند وإعلان دولة باكستان، وحدث أن وقعت معركة بين الطرفين أبى الشيخ أحمد ومن معه من العمانيين إلا الثبات ونصرة الإسلام، وقد أذن له الحاكم في الخروج، ولكنه أثبت قدميه في مستنقع المعركة، وجاهد إلى أن خر شهيدا، وكان ذلك في سنة 1367هـ.
2) الشيخ حامد بن ناصر النزوي
الشيخ حامد بن ناصر النزوي من أهل بسيا من أعمال ولاية بهلا، ولد في أول القرن الرابع عشر الهجري على ما تحراه صاحب شقائق النعمان عند ترجمته له.
انتقل إلى نزوى لطلب العلم واستقر بها، وكان ضريرا ذا فهم وحفظ، صارت لديه ملكة في علوم العربية حتى لقب بسيبويه.
تولى التدريس بجامع نزوى على عهد الإمامين سالم بن راشد الخروصي ومحمد بن عبد الله الخليلي، وتلمذ عليه علماء وقضاة وأدباء كثر.
كان يقول الشعر وله مناظيم فقهية وهو أول أستاذ لشيخنا عند قدومه نزوى.
3) الشيخ العلامة عبد الله بن عامر بن مهيل العزري
ولد الشيخ عبد الله بن عامر العزري في الربع الأخير من القرن الثالث عشر الهجري ببلدة الأخشبة من أعمال ولاية المضيبي، كف بصره في الرابعة من عمره تلمذ على نور الدين السالمي وابن عمه محمد بن شيخان السالمي، وكان حافظا للمتون وللكثير من أشعار العرب، وملما بالأدب، سافر إلى زنجبار وأقام هناك عالما عاملا، ولما بويع الإمام سالم بن راشد الخروصي عاد إلى عمان وولاه الإمام سالم قضاء ولاية إبرا، ثم استدعاه إلى نزوى سنة 1337هـ فكان فيها قاضيا ومفتيا ومدرسا، ولما بويع الإمام الخليلي كان الشيخ العزري من أكبر أعوانه وأنصاره.
تخرج على يديه كثير من العلماء منهم شيخنا البطاشي، فقد أخذ عنه الفقه وأصوله وأصول الدين والتفسير والحديث وعلم الكلام، توفي سنة 1358هـ.
4) الشيخ العلامة سعيد بن ناصر بن عبد الله الكندي
ولد الشيخ سعيد بن ناصر الكندي سنة 1268هـ بنزوى، حفظ القرآن الكريم وهو ابن عشر سنين، تلمذ على العلامة المحقق الخليلي.
استوطن العامرات ومسقط، ودرس في مسجد الخور، أدرك الإمام عزان بن قيس و الإمام سالم بن راشد الخروصي والإمام محمد بن عبد الله الخليلي، تولى القضاء في بوشر ونزوى، وكان له دور في التوقيع على اتفاقية السيب بين حكومة السلطان تيمور بن فيصل وحكومة الإمام الخليلي سنة 1339هـ، تلمذ عليه علماء أجلاء، منهم: الشيخ سليمان بن محمد الكندي، والشيخ هلال بن زاهر اليحمدي، والشيخ أحمد بن شامس، والشيخ محمد بن شامس وغيرهم.
ومما يذكره شيخنا البطاشي رحمه الله أن الشيخ سعيد بن ناصر كان يستنهض همم تلاميذه ويشحذ من عزائمهم ويحثهم على حفظ المتون، قال الشيخ رحمه الله: وكأن شيخنا رحمه الله لم يرق له حال تلاميذه وتعثرهم في الحفظ، وكنت من جملة تلاميذه، فحدثنا ذات يوم أنه كان يحفظ في سن الطفولة مقدار خمسين بيتا من الشعر في اليوم الواحد، فلما سمعته يقول ذلك خجلت أن أقول له بأني أحفظ مائتي بيت في اليوم الواحد، وكان طلب منا حفظ ألفية الإمام السالمي في أصول الفقه فأتيته بعد خمسة أيام وقد حفظتها، فعلم ساعتها مقدار حفظي، فأدناني منه وقربني. توفي الشيخ سعيد سنة 1355هـ ودفن بالعامرات.
5) الشيخ العلامة أبو مالك عامر بن خميس المالكي
ولد الشيخ عامر بن خميس المالكي بوادي بني خالد من شرقية عمان سنة 1282هـ، تردد على عز والقابل طالبا للعلم، إلا أنه استقر ببدية في جوار الشيخ السالمي، وتلمذ على يديه، وهو أكبر تلاميذه منزلة علمية، وكان الركن الثاني في دولة الإمام سالم بن راشد بعد شيخه السالمي، ثم بوفاة شيخه آلت إليه رئاسة العلم ومشيخة المسلمين، وكان رئيسا على القضاة بنزوى ومرجعا في الفتيا، وهو المقدم على سائر علماء عصره.
اشتغل بالتدريس حال قيامه بنزوى، وتخرج عليه عدة علماء، منهم: الشيخ محمد بن سالم الرقيشي، والشيخ سعيد بن أحمد الكندي، والشيخ منصور بن ناصر الفارسي، شيخنا البطاشي.
له مؤلفات مهمة، منها: كتاب موارد الألطاف في نظم مختصر العدل والإنصاف، أرجوزة في الأصول، وكتاب غاية المطلوب، وكتاب غاية المرام في الأديان والأحكام، في أربعة مجلدات، وغاية التحقيق في أحكام الانتصار والتغريق، ومنظومة في الدماء والأروش، وجوابات ورسائل كثيرة، توفي رحمه الله سنة 1346هـ بنزوى.
6) الإمام محمد بن عبد الله الخليلي:
ولد الإمام الخليلي بسمائل سنة 1299هـ في أسرة عريقة، وتربى في كنف والده الشيخ الأديب عبد الله بن سعيد الخليلي، وكان جده المحقق الخليلي المرجع الديني والسياسي الأول في عصره.
تلمذ على نور الدين السالمي، ونبغ وبلغ درجة الاجتهاد، وعرف عنه الورع والزهد والاستقامة، بويع بالإمامة سنة 1338هـ عقب استشهاد الإمام سالم بن راشد الخروصي.
سعى إلى توحيد العمانيين ولم شمل الأمة العمانية، وهادن سلاطين مسقط، وفي سنة 1339هـ وقع على معاهدة السيب مع السلطان تيمور بن فيصل.
عمل على ترسيخ أسس دولة قوية، وبذل في سبيل ذلك الكثير، وباع أموالا كثيرة ورثها عن أبيه لتثبيت دعائم الدولة وتقوية اقتصادها.
أنشأ مدرسة بقلعة نزوى، تخرج منها علماء كثيرون، ويعد شيخنا البطاشي أحد من تخرج على يديه، وصف الشيخ سيرته في بعض مؤلفاته بأنها غرة في جبين الدهر. ترك جوابات كثيرة جمعت في كتاب: الفتح الجليل في أجوبة الإمام أبي الخليل. توفي سنة 1373هـ بنزوى وله كرامات كثيرة.
أقرانه في الدراسة:
كانت مدرسة الإمام الخليلي رحمه الله محط رحال طلاب العلم بعمان، يفدون إليها من كل أرجاء عمان، وقد تخرج من تلك المدرسة علماء وشعراء وقادة ورجال دولة، ولا غرو فإن من يغذو لبن الشهامة والكرامة لا يبعد أن يكون فحلا تناط به مهام عظام، كما أن من يجالس الإمام ورجال دولته حتما سيستفيد وستتوسع مداركه.
كان عدد تلاميذ مدرسة الإمام الخليلي رحمه الله في حدود مائة وعشرين طالبا، وكان من بين هؤلاء زملاء دراسة لشيخنا البطاشي رحمه الله وأتراب سن أذكر من جملتهم:
1 – الإمام غالب بن علي الهنائي
2 – الشيخ سفيان بن محمد الراشدي
3 – الشيخ سالم بن حمود السيابي
4 – الشيخ سيف بن راشد المعولي
5 – الشيخ عبد الله بن الإمام سالم الخروصي
6 –الشيخ أحمد بن شامس البطاشي
7 – الشيخ سعود بن سليمان الكندي
أثرى الشيخ العلامة محمد بن شامس البطاشي رحمه الله المكتبة الإسلامية بالكثير من المؤلفات النافعة وهي تتراوح في مجملها بين الموسوعات المطولة ذات الأغراض المنوعة والأجزاء المتعددة كسلاسل الذهب نظما وغاية المأمول نثرا وبين الأجزاء المفردة التي تعنى بموضوع معين كإرشاد الحائر في أحكام الحاج والزائر وكشف الإصابة في اختلاف الصحابة أو الرسائل المختصرة وهي في مواضيع شتى وأغراض عديدة.
وكما تفاوتت مؤلفات الشيخ رحمه الله في الكم والحجم فإنها تنوعت كذلك في المضمون والموضوع فقد ألف في الفقه والعقيدة والتفسير والأصول والتاريخ والسير والأدب واللغة والأنساب بالإضافة إلى مئات وربما آلاف الأحكام الشرعية التي حررها على مدى ستين عاما قضاها على كرسي القضاء الشرعي. ومؤلفاته هي:
1-سلاسل الذهب في الأصول والفروع والأدب
وهو أم مؤلفات شيخنا رحمه الله وأهمها بل هو القطب الذي تدور عليه رحاها وقبل أن استرسل في الحديث عن السلاسل أود التمهيد له بالكلام عما يسمى بالشعر التعليمي أو الديني الذي اشتهر به العمانيون وغدا من ابرز سمات المدرسة الشعرية العمانية إذ بلغ من ولع العمانيين بهذا النوع من الشعر أن صاغوا به مؤلفاتهم واشتغلوا به أيما اشتغال وهم في ذلك بين المقتصر على نظم مسألة أو جوابها أو المتوسع في ذلك بحيث يكون منظومه موسوعة عامة تتناول أبواب الفقه والأصول وأصول الدين والتفسير والسير والتاريخ وغيرها من الأبواب وربما تجاوز عدد أبيات الموسوعة الواحدة الآلاف وما بين هذين الطرفين هناك من ينظم كتابا معينا في الفقه أو اللغة أو غيرهما ولا يتعداه إلى غيره ويغلب بحر الرجز على سائر البحور الشعرية الأخرى في نظم هذا النوع من الشعر.
وقد عرف العمانيون هذا النوع من الشعر قديما إلا أن القرن الرابع عشر الهجري يعد أخصب فترات إنتاجه وأكثرها غزارة في عمان كما تعتبر مدرسة الإمام الخليلي رحمه الله بنتاجها العلمي الغزير العصر الذهبي لهذا الشعر إذ قل أن يذكر عالم تخرج من تلك المدرسة إلا وله نتاج من الشعر التعليمي أثرى به المكتبة الإسلامية.
ولقد كان جل أساتذة تلك المدرسة ممن يقرض الشعر ويتذوقه ولا يبلغ التلميذ منهم الحلم إلا وقد نظم الشعر وطرق بابه وأضعفهم تحصيلا من لا يقول الشعر ولكن يرويه ويحفظه ويعرف صحيحه من سقيمه وقد ساعدهم على ذلك دراستهم للمتون الشعرية من نحو وصرف وشريعة منذ نعومة أظفارهم وكانوا يتبارون بينهم في صباهم في تصريف الألفاظ والمعاني ونظمها في قالب الشعر فلا يبلغ احدهم مبلغ الرجال إلا وقد صارت لديه ملكة قوية في الشعر فيتساوى عنده النثر والنظم فإن شاء عبر عن مكنون ضميره نثرا وإن شاء أتى به نظما.
لذلك فلا غرابة أن تجد كبار العلماء المحققين يؤلفون كتبهم نظما ولنأخذ مثالا على ذلك كتاب جوهر النظام في علمي الأديان والأحكام الذي وضعه الإمام السالمي رحمه الله تنقيحا له من أصله الذي نظمه الشيخ الصائغي رحمه الله.
هذا الكتاب لقي رواجا كبيرا في سوق العلم وجعل من مقررات الدراسة في كثير من المدارس العمانية بل تعدى ذلك حدود الوطن إذ لقي الكتاب صدى واسعا وإقبالا منقطع النظير جعله يتبوأ المكانة اللائقة به بين أمهات المراجع التي تدرس ببلاد المغرب في ذلك الوقت وتسابق طلبة العلم على حفظه ولا عجب أن يحفظ صغار طلبة العلم أبوابا كاملة منه بل إن بعضهم كان يحفظ الكتاب كاملا عن ظهر غيب.
ومما يوحي لدينا بأهمية الكتاب وقيمته العلمية تهافت العلماء على تدريسه لطلابهم والاسترشاد به في فتياهم ولا أدل على أهمية الكتاب من نثر الشيخ العلامة أبي مسلم الرواحي رحمه الله للجوهر في كتاب كان يؤمل أن يبلغ به إلى اثنين وعشرين جزأ إلا أن الأجل عاجله عن إتمامه.
يأتي سلاسل الذهب كمثال متفرد وأنموذج موسوعي للشعر الديني في تلك الفترة - القرن الرابع عشر - والكتاب موسوعة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من شمول وتنوع ولعل إضافة عبارة ((في الأصول والفروع والأدب)) إلى اسمه تعبير صادق عما يحويه الكتاب بين دفتيه من علوم ومعارف في شتى المجالات.
والكتاب عبارة عن أرجوزة دينية يغلب عليها الطابع الفقهي تقع في مائة ألف بيت وأربعة وعشرين ألف بيت من الشعر يحويها عشرة مجلدات كبار وهي بذلك تعد اكبر ديوان شعر في تاريخ الإسلام كله بل وعلى امتداد تاريخ العرب منذ العصر الجاهلي وإلى اليوم.
والمتأمل في الكتاب يلحظ اشتماله على كثير من الأبواب فالجزء الأول من السلاسل ذكر فيه الشيخ رحمه الله أصول الدين والتفسير وترجم فيه للعلماء من أهل عمان والجزء الثاني في أصول الفقه والثالث في الصلاة والطهارات والجنائز والرابع في الزكاة والصوم والحج والكفارات والنذور والأيمان والذباح والصيد والخامس في النكاح والطلاق والظهار والخلع والإيلاء واللعان والسادس في البيوع والرهن والشفعة والسابع في الإجارة والشركات والقسمة وأحكام الأنهر والآبار والطرق والموات وفي الهبات والعوادي واللقط والضمانات والثامن في الإمامة والدماء والجهاد والحدود والأحكام و الدعاوى والتاسع في النفقات والوصايا والأروش والجراحات والمواريث والعاشر في الأدب والسلوك والسير والتاريخ.
وغير خاف على احد أن نظم كتاب بهذا الحجم في مدة وجيزة لا تتعدى الثلاث سنوات على كثرة الأشغال وعدم التفرغ للتأليف لمما يدل على شاعرية صاحبه وعلى انه شاعر فوق العادة وكأنه يصدق عليه وصف المتكلم بالشعر وهذا أمر مشاهد منه فقد كان رحمه الله حاضر البديهة ومن السهل عليه أن ينظم في جلسة واحدة قصيدة كاملة ربما يحتاج غيره من الشعراء إلى أيام وليال حتى يتم نظمها.
وإن من يمعن النظر في كثير من المنظومات التعليمية يجد أن عدد أبياتها لا يتعدى العشرات أو ربما يصل إلى المئين في بعض الأحيان ومع ذلك يستغرق نظمها شهورا أو سنينا في حين أن الشيخ البطاشي رحمه الله نظم السلاسل كاملا في مدة ثلاث سنين.
بدأ شيخنا رحمه الله نظم السلاسل سنة 1382 ه وأتمه سنة 1385 ه ولم يكن متفرغا للنظم مدة نظمه الكتاب بل كانت تعتريه أحوال وشدائد تحول دون نظمه الشعر لأيام بل ولشهور لاعتبارات سياسية وقبلية واجتماعية فقد شهدت تلك الفترة اضطرابات سياسية وعدم استقرار ولأسباب يطول ذكرها كان الشيخ من أقطاب ذلك الوضع السياسي وكانت تحركاته داخل البلد محدودة للغاية ولم يغادر البلاد في تلك الفترة إلا للحج وسرًا.
وهنا سؤال يتبادر إلى أذهان كثير من الناس ومفاده لماذا ألف الشيخ رحمه الله كتابا بحجم السلاسل نظما ولم يضعه نثرا مع أن النثر أسهل في التلقي وأيسر على الأفهام وفي متناول سائر طبقات المتعلمين والمثقفين وهذا ما لا يتأتى مع النظم الذي يحتاج ممارسه أو المطلع عليه إلى شيء من الثقافة أو بعبارة أخرى أن يكون تخصصه التعليمي يؤهله لخوض هذا المجال.
فلماذا وضع الشيخ كتابه هذا لفئة معينة من طلاب العلم ولم يضعه سهلا ميسورا وفي متناول كل الفئات التعليمية؟.
في الحقيقة هذا السؤال كنت قد توجهت به للشيخ رحمه الله في حياته وبرر صنيعه هذا بالحركة العلمية والنشاط الثقافي السائد أيام تأليف الكتاب إذ كان التهافت على قراءة النظم سمة ذلك العصر حتى لتكاد أسفار النثر ينفض عنها الغبار لإقبال الناس على مطالعة المنظوم كما كثرت التآليف النظمية بل حتى المسائل الفقهية وجواباتها كانت تكتب نظما فلأجل هذه الاعتبارات وضع شيخنا رحمه الله كتابه سلاسل الذهب نظما.
ولقد قامت وزارة التراث القومي والثقافة في منتصف ثمانينيات القرن الميلادي الماضي بطباعة سلاسل الذهب كاملا عدا الجزء الأخير من كتاب السير المتمثل في دولة آل بو سعيد والأحداث المصاحبة لها إذ لم يقدم هذا الجزء للطباعة في ذلك الوقت.
2-غاية المأمول في علم الفروع والأصول
كتاب غاية المأمول في علم الفروع والأصول موسوعة في الفقه وأصوله وأصول الدين في تسعة مجلدات وهي أول ما ألف الشيخ.
لخص الشيخ في هذا الكتاب شرح النيل للإمام القطب وأكثر من النقل عنه والكتاب طبعته وزارة التراث القومي والثقافة.
3- إرشاد الحائر في أحكام الحاج والزائر
كتاب يبحث في مسائل الحج والعمرة وآداب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو كتاب وسط بين المطولات والمختصرات أتى فيه الشيخ رحمه الله على ذكر كل ما له تعلق بالحج والعمرة وأحكامهما وكثير من مسائلهما وما ينبغي للحاج والمعتمر فعله أو اجتنابه من ساعة خروجه من بيته وركوبه راحلته وحتى تأديته للمناسك ومن ثم عودته إلى الوطن.
والكتاب طبع أول مرة في دولة الكويت على نفقة بعض المحسنين ثم أعادت وزارة التراث القومي والثقافة طباعته في ثمانينيات القرن الماضي.
4- كشف الإصابة في اختلاف الصحابة
وهو كتاب يبحث في اختلاف الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم والأحداث التي صاحبت بيعة الصديق رضوان الله عليه ومن بعده عمر الفاروق رضي الله عنه إلى أن تم الأمر لعثمان بن عفان وذكر سيرته وما نقمه المسلمون عليه من أحداث يعدونها أدت إلى مقتله ومبايعة علي بن أبي طالب وما تلا ذلك من نكث بعض الصحابة للبيعة وحرب علي لهم في الجمل ثم كانت وقعة صفين مع معاوية وأخيرا النهروان مع المحكمة.
وفند في الكتاب مآخذ القوم على أهل النهروان ودلل على صحة اجتهاد المحكمة وعلى سلامة معتقدهم كما تعجب ممن يسوغ أفعال بني أمية والعباس ويلتمس لهم الأعذار مع إتيانهم للكفر البواح في حين أنهم يبرؤون من أهل النهروان وهم من هم في النزاهة والتعفف.
وضرب كذلك مثالا على عدل الدولة الاباضيه الرستمية التي تجاهلها كثير من المؤرخين ودلل على عدالة أئمة الاباضية من خلال صحبته للإمام الخليلي رحمه الله وقرب عهده بالإمام سالم بن راشد الخروصي والإمام عزان بن قيس رحمهما الله والكتاب مطبوع متداول.
5- تحفة الأصحاب
منظومة في النحو اختصر فيها سيدي الشيخ رحمه الله ملحة الإعراب للحريري في نظم سهل ومن مفارقات الأيام أن أصل هذه المنظومة ظل مفقودا ما يقرب من أربعين سنة أو يزيد حتى قبل وفاة الشيخ بشهرين عثر عليها أو بالأحرى على مسودة قام الشيخ بتنقيحها وإعادة رسمها من جديد والمنظومة لم يتيسر طبعها إلى الآن وقد اهتم بها بعض رجال العلم فوضع عليها شرحا لطيفا لم ينل حظه بالطباعة هو أيضا.
6- منظومة في النحو والصرف
وهي غير تحفة الأصحاب نظمها الشيخ رحمه الله ثم طلبها منه بعض أشياخ العلم ومن ثم فقدت ولم يعثر عليها وقد ذكر الشيخ رحمه الله أن الشيخ سالم بن حمود السيابي رحمه الله طلبها منه وأن الشيخ سالم بن حمد الحارثي رحمه الله أخذها من الشيخ سالم بن حمود وبقيت في يده برهة من الزمان ثم فقدت ويقدر أعداد أبياتها بمائتي بيت.
7- منظومة في النحو
منظومة في النحو لم يكملها عدد أبياتها ستة وثلاثون بيتا وجدتها مسودة بخط يده وأبياتها مبعثرة في غير ما موضع والحروف خالية من النقاط والشيخ رحمه يكتب أحيانا من غير أن ينقط الحروف بل إن له كتبا تامة كتبها بخط يده من دون أن يضع نقطة على حرف ومما جاء في هذه المنظومة:
8- نبذة عامة عن ولاية قريات
وهي رسالة لم يعنونها الشيخ تكلم فيها عن ولاية قريات وعن موقعها وأهم قراها وبلدانها وخص بلدة حيل الغاف بالتفصيل إذ تكلم عن أول من أسس البلدة وذكر القبائل التي تسكنها والنكبات التي تسبب بها وادي ضيقة على مر الزمان.
كما تكلم في الرسالة عن علماء ولاية قريات وقضاتها والولاة الذين تعاقبوا عليها وأهم رجال الولاية وقادتها وتطرق كذلك إلى ذكر أبراج الولاية وقلاعها وحصونها كما تكلم عن الأفلاج والحيوان الموجود بالولاية واهم المزروعات والأشجار والنخيل وكذلك أهم أودية الولاية وأشهر جبالها والصناعات التي يمارسها أهل قريات.
وهذه الرسالة ألفها الشيخ رحمه الله تلبية لطلب بعض الأصدقاء في أن يكتب له معلومات عن ولاية قريات وكان يطمح أن تكون المعلومات قدر صفحة على أكثر تقدير فإذا الشيخ يضع له هذه الرسالة الوافية عن الولاية والرسالة لم يقدر لها الطبع إلى الآن.
9- رسالة في صلاة الجمعة
تطرق في هذه الرسالة التي كتبها تلبية لطلب بعض الإخوان كما أشار إلى ذلك في مقدمتها إلى بعض مسائل الخلاف في صلاة الجمعة من نحو موضع إقامتها وشروط وجوبها وعلى من تجب وهل وجوبها في الأمصار الممصرة فقط أو في غيرها من بلاد العرب والعجم وفي الصحاري وبيوت الشعر.
قال رحمه الله في موضع منها:
أما من رأى إقامة الجمعة في القرى والبلدان الصغار فلا مستند له إلا القياس، وقد علمت أن القياس لا يصح في الفرائض؛ لأنها لم تعلل ولو صح ذلك لصح صوم شهر آخر من العام قياسًا على رمضان وزيادة صلاة سادسة قياسًا على الخمس، وصح الحج في بلد غير مكة وفي شهر غير ذي الحجة، وهذا لا قائل به؛لأن العبادات حدد لها الشارع أزمنة وأمكنة كالصلاة والصيام والحج ومنها ما قدر له مقادير كالزكاة فلا يصح أن يزاد على المقدار الذي قدره الشارع شيء بطريق القياس، فلا أدري بم أجاز من أجاز صلاة الجمعة في سائر البلدان. أه.
والرسالة لم تطبع في كتاب بعد وإن كانت مطبوعة بواسطة الحاسوب ومتداولة بيد الناس وطلبة العلم.
10- مجموعة جوابات
وهي جوابات لما يرد عليه من سؤالات من العامة والخاصة وقد أتت يد الأيام على جزء كبير منها إلا أن المتبقي الموجود لو ضم بعضه إلى بعض لحواه جلد أو يزيد.
11- مجموعة جوابات نظمية
جوابات فقهية منظومة يرد بها على استفسارات السائلين واغلب هذه السؤالات ترد عليه من العلماء ومن طلبة العلم خاصة وهي كثيرة جدا لعلها لو قيض لها الجمع مما في أيدينا وأيدي الناس لبلغت مجلدات عديدة.
12- سؤالات نظمية
وهي مسائل منظومة في علوم الشريعة توجه بها الشيخ رحمه الله إلى علماء عصره لا سيما أيام طلبه للعلم وإقامته بنزوى ومن أسف أن أغلب هذه المسائل مفقود ولعلها بين ثنايا مكتبات أولئك العلماء وقد يجود الدهر بها يوما.
13- ديوان شعر
يتألف من مجموعة قصائد في أغراض شعرية شتى قمت بجمع ما أسعفني الحظ به أخذت بعضه من أفواه الحفاظ والبعض الآخر من شتات الأوراق ومنه ما عثرت عليه مكتوبا على أغلفة الكتب والرسائل.
يضم ديوان الشيخ رحمه الله قصائد في فتوح الإمام الخليلي رحمه الله وقصائد في المراثي والمواعظ والاستنهاض وأخرى في الاخوانيات والمطارحات الشعرية وأراجيز في وصف بعض الأحداث الهامة إلى غير ذلك من أغراض الشعر.
والديوان في عمومه يغلب عليه النفس الإيماني ولا تكاد تخلو قصيدة من قصائده من نفحة روحانية تذكر العبد بخالقه وتقوي صلته به وعسى أن يمن المولى بطباعة هذا الديوان في الأيام القادمة.
14- مجموعة أحكام شرعية
وهي أحكام قضائية في قضايا عديدة جمع بعضها الشيخ رحمه الله في حياته وبعضها اشتغلت أنا بجمعها سنة 1996م من خلال أرشيف وزارة العدل وكنت حينها عزمت على جمع كل أحكام الشيخ الشرعية ثم رأيت أن ذلك عمل لا طاقة لي به والوقت لا يساعدني على إتمامه.
والحق أن هذه الأحكام الشرعية مشحونة بآثار المسلمين وبأقوال العلماء السابقين مع اصطحابها للدليل غالبا.
وجميع أحكام الشيخ القضائية بداية من سنة 1970م محفوظة في وزارة العدل وهي تقدر بالآلاف أما ما قبل عصر النهضة فأكثرها أتى عليه الدهر والقليل منها بأيد أصحابها.
وأنا أتمنى على وزارة العدل أن تشكل فريقا لجمع هذه الأحكام وتبويبها وتحقيقها وإبرازها لجمهور الناس وللمختصين.
15- رسائل صغيرة متنوعة
رسائل صغيرة عديدة وكثيرة في موضوعات متنوعة في الفقه والسير والأنساب والتاريخ وغير ذلك.
16- سيرته الذاتية
كتب هذه السيرة سنة 1415هـ أي قبل وفاته بخمس سنين وتطرق فيها إلى نشأته وبدايته مع التعليم وهجرته إلى نزوى لطلب العلم في كنف الإمام الخليلي كما تكلم عن بعض القضايا العائلية والخلافات القبلية والحروب الأهلية.
وذكر كذلك توليه القضاء في بعض الولايات والأعمال الزراعية وعمارته للأرض وسفراته خارج البلاد للحج وللعلاج وتكلم عن الفترة التي أعقبت موت الإمام الخليلي وما صاحبها من حروب ونزاعات داخلية وعن موقفه هو من تلك الأحداث وسعيه إلى الوحدة ونبذ الفرقة والاختلاف وما تعرض له من أذى وفتن ومحن وأمور أخرى عديدة ذكرها في هذه السيرة وهي في حدود الأربعين صفحة ولم تطبع بعد.
17- كتاب في الأنساب
كتاب في أنساب أهل عمان ألفه بتكليف من وزارة الداخلية وبالاشتراك مع بعض أشياخ العلم وهو من أفضل وأوسع المراجع المعاصرة في أنساب العمانيين فلم يكتف فيه بالبحث عن نسب القبيلة بل تعداه إلى فروع القبيلة وأفخاذها وشيوخها وموطنها في عمان والكتاب لا يزال مخطوطا.
18- رسالة في نسب بني بطاش
رسالة كتبها جوابا على سؤال بعض البحاثة من أهل الخليج المهتمين بالأنساب أوضح له فيها نسب بني بطاش وعدد له فخائذ القبيلة وأهم رجالاتها ومعلومات أخرى مهمة.
19- سلاسل نسب بني بطاش أولاد فارس واولاد ورد
وهي سلاسل نسب لعموم بني بطاش أولاد فارس وأولاد ورد الموجودين اليوم وبفضل هذه السلاسل الذهبية أصبح متاحا لكل واحد من هؤلاء - وهم بالألوف - أن يتعرف على نسبه ونسب بني عمه وقرابته.
20- منظومة في كتاب المصنف
وهي أرجوزة طويلة تقع في خمسمائة وعشرين بيتا نظم فيها فهرسا لأبواب كتاب المصنف للعلامة الكندي وذكر أهم ما يتضمنه كل جزء من أجزاء الكتاب.
21- قصيدة في كتاب المصنف
قصيدة رائية تقع في مائة وواحد وسبعين بيتا وهي نظم لمحتويات كتاب المصنف يذكر فيها الجزء وأهم ما يحويه هكذا من بداية الكتاب إلى منتهاه.
22- منظومة في كتاب لباب الآثار
أرجوزة تقع في مائتين وسبعة أبيات نظم فيها الشيخ أبواب كتاب لباب الآثار للسيد مهنا بن خلفان البوسعيدي وهو يذكر الجزء أولا ثم يشرع في تفريع أهم محتويات أبوابه وهكذا يعدد الأبواب بابا بابا إلى تمامها ثم يفعل في الجزء الثاني والذي يليه إلى تمام أجزاء الكتاب كفعله في الجزء الأول.
23- منظومة في كتاب منهج الطالبين
أرجوزة نظم فيها أبواب كتاب منهاج الطالبين وبلاغ الراغبين للعلامة الشقصي وذكر فيها أهم محتويات كل جزء من أجزاء الكتاب العشرين وهي تقع في مائتين وأربعة عشر بيتا.
24- قصيدة في كتاب بيان الشرع
هذه القصيدة لم أظفر بها كاملة ولم أجدها مكتوبة في موضع واحد وإنما عثرت على أبيات متفرقة في وريقات صغيرة ولست أدري أهي مسودة كتبها الشيخ رحمه قبل أن يشرع في رص أبيات القصيدة وحبك ألفاظها وأنه نظمها بعد ذاك إلا أن النظم لم يصل إلينا وفقد مع ما فقد من تراث الشيخ أم هي محاولة نظم غير تامة ابتدأها الشيخ ولم يتمها كما في أكثر من مؤلف من مؤلفاته التي يحول بينه وبين إكمالها مشاغل الحياة وزحمة الزائرين.
25- قصيدة في دعاوى الزوجين
في هذه القصيدة تقمص شيخنا رحمه الله شخصية القاضي الذي يستمع لدعاوى الزوجين الشائكة على بعضهما البعض ويحاول من خلال فهمه لملابسات القضية استنتاج الرأي الصحيح من بين الآراء الكثيرة الواردة عن العلماء السابقين وربما أتى برأي لم يسبق إليه وهذا هو حال القاضي المجتهد الذي يعمل عقله وفكره ولا يكتفي بتقليد غيره والقصيدة تقع في واحد وثمانين بيتا.
26- منظومة في الوحدة والتآخي
أرجوزة طويلة تقدر بمئات الأبيات ضاع صدرها وضاع كثير من وسطها والمتبقي منها مائة وثمانية أبيات فقط نظمها شيخنا البطاشي رحمه الله سنة ألف وثلاثمائة وثلاث وخمسين وعمره يوم ذاك ثلاث وعشرون سنة وقد أتى فيها على ذكر بعض الأحداث التاريخية والحروب القبلية وأظهر فيها نبوغه المبكر في علم الأنساب وكان جديرا بلقب (نسابة عمان) كما لقبه الإمام الخليلي رحمه الله وكان الإمام يرجع إليه في كثير من مسائل النسب وكان يركن إلى قوله ويطمئن إليه على حداثة سنه مع وجود ذلك الجمع الكبير من علماء عمان في نزوى ومع وجود أشياخه وأساتذته وقد خاطب في هذه الأرجوزة كل قبيلة بأصلها الذي ترجع إليه ولا يخفى ما في ذلك من سياسة وبعد نظر لأن المقام مقام وحدة وجمع شمل ونبذ فرقة وقطيعة فناسب أن يكون المقال من جنس المقام فإن قبائل العرب على كثرة تفرعاتها تعود إلى أصل واحد وما قحطان وعدنان وما تناسلوا بعد ذلك إلا فروع وأغصان لذلك الأصل والإرجوزة طويلة جدا وقد حفظ الدهر لنا نتفا منها على أن هذا المحفوظ لم يخل من طمس بعض الكلمات بعوامل الطبيعة والأرضة وقد اجتهدت قدر الاستطاعة في لملمة صفحاتها وضبط مفرداتها نقلا لها من أصلها القديم.
27- منظومة في وصف سيل عظيم نزل بالمسفاة سنة 1354 ه
سجل من خلال هذه المنظومة وصفا دقيقا لنزول المطر بدأ بمقدماته المتمثلة في السحب الركامية ولمعان البروق وقصف الصواعق وأصوات الرعود والرياح العاتية وانعكاس ذلك كله على حالة الناس وما أصابهم من وجوم وخوف وهلع من هول ما يرون ويسمعون وعدد أبيات المنظومة 59 بيتا.
28- منظومة في وصف سيل عظيم نزل بالمسفاة سنة 1417 ه
وهي على غرار المنظومة السابقة وتقع في 39 بيتا.
29- منظومة فيما يلزم البالغ العاقل
وهي منظومة وجدتها بخط يده لم يكملها وصل فيها إلى اللازم الثاني والعشرين من جملة اللوازم الأربعة والعشرين التي أشار إليها في صدر المنظومة.
30- منظومة في كسوف الشمس
منظومة قالها عندما كسفت الشمس وقد سبق الكسوف بمدة تنبؤ علماء الفلك بوقت الكسوف ومدته وشاع بين أوساط العوام ذلك الأمر وتعلقت قلوبهم بأخبار الصحف والتلفاز لمتابعة رصد الحالة ووقر في نفوس البعض منهم أن هذا من علم الغيب.
31- منظومة في رحلة له داخل عمان مع بعض أصحابه
أنشأ الشيخ هذه المنظومة عقيب رحلة له مع بعض أصحابه في شيء من المناطق العمانية وقد اعتراهم أثناءها بعض الأحداث الجسيمة والشدائد المهولة وأحدق بهم الخطر من كل جانب ولولا لطف الله بهم لمسهم الأذى وأصابهم الردى وهذه المنظومة أنا لم أرها للآن ولكن أخبرني بها بعض الأصحاب وكان والده رفيقا لشيخنا في رحلته تلك.
32- قصائد في المفاضلة بين نخلتي الخلاص والزبد
الخلاص والزبد من أجود أنواع النخيل العمانية وثمرتهما فاكهة كل بيت في عمان وقد تبارى النقاد والمتذوقون في المفاضلة بينهما ومن قبيل هذا التباري ما شهدته الساحة الأدبية من عراك بين شعرائها وتراشق بألفاظ تشي بانتقاص أحد صنفي النخلة السابقين وتعلي من شأن الآخر حدت بشيخنا البطاشي رحمه الله إلى أن يتدخل لفض الاشتباك بين هؤلاء الخصوم وهم في الحقيقة أعيان العلم والأدب وفيهم القضاة والدعاة وأفاضل الناس ومع ذلك لم تتفق كلمتهم الأمر الذي استدعى تدخل القاضي (شيخنا) ليقول كلمة الفصل ومن ثم استؤنفت القضية من جديد وتبارى فيها الشعراء ثانية فما كان من شيخنا إلا أن أصدر فيها حكم الاستئناف قطعا للنزاع والخلاف وبعض هذه القصائد مجموع في كتيب مطبوع.
33- مجموعة كبيرة من الوصايا
كان الشيخ البطاشي رحمه مكثرا من كتابة الوصايا لنفسه ولغيره وربما نسخ وصيته في السنة أكثر من مرة لتجدد الأحوال لذلك فلا غرابة أن تكون وصايا الشيخ التي كتبها لنفسه بالعشرات وأما ما يكتبه من وصايا للآخرين فذلك كثير يصعب عده فقد كان المرجع لأهل المسفاة وما حولها من القرى في هذا الشأن ناهيك بمن يقصده في المحكمة لكتابة وصيته أو توثيقها وهذه الوصايا لو قدر لها أن تجمع لكان فيها فائدة عظيمة للباحثين والمختصين ولطلاب العلم وبحوزتي عدد لا بأس به منها عسى أن أتمكن من إبرازها وإفادة الجمهور منها.
34- كتاب المواليد والوفيات
في هذا الكتاب أرخ الشيخ رحمه الله لمن ولد أو توفي من أهل المسفاة منذ عهد الجد الأكبر شامس بن خنجر الأول المتوفى سنة 1290 ه وحتى قبيل وفاته هو أي سنة 1420 ه وعلى امتداد هذه الفترة الزمنية لم يحدث أن تعثر أحدهم في معرفة سنة ولادته أو وفاة أحد من أقاربه ولا زال هذا الكتاب مرجعا مهما في بابه وقد حفظ لنا تواريخ مهمة لحقبة زمنية ليست بالقصيرة.
35- تحقيق الجزء العاشر من سلاسل الذهب
حقق الجزء المتعلق بدولة البوسعيد وعلق عليه في الهامش وكان مختصرا لا يطيل في السرد إلا أنه من الأهمية بمكان لا سيما فيما يتعلق بتوضيح بعض التراجم والبلاد والقبائل وقد استفدت منه كثيرا عند تحقيقي لهذا الجزء من الكتاب مضافا إليه جزء السيرة النبوية وباقي تاريخ عمان.
36- شرح صوتي مسجل لبعض أبواب التاريخ من سلاسل الذهب
يقع هذا الشرح في عدة أشرطة وكنت أقرأ عليه تاريخ عمان من السلاسل وهو يعقب عليّ بالشرح والتوضيح والتبيين.
37- خطب في العيدين وفي الوعظ والإرشاد
للشيخ العديد من الخطب الوعظية وخطب العيدين لو جمعت لكانت قدر كتيب صغير.
38- تعريف المصطلحات الواردة في كتاب التمهيد
وهي مصطلحات متنوعة بعضها كلمات عامية دارجة كالمفردات المستخدمة في الزراعة والسقي وبعضها مصطلحات فقهية وأخرى تراجم لبعض الأعلام والقبائل والبلاد والتعريف ببعض المؤلفات العمانية إلى ما هنالك من مصطلحات تحتاج إلى توضيح وبيان وهذه المصطلحات استخرجتها أنا من التمهيد بغرض تحقيق الكتاب وعرضتها عليه في دفتر فعلق عليها وأزال عنها الإبهام والغموض وكان رحمه الله قد شجعني على تحقيق تمهيد قواعد الإيمان للمحقق الخليلي رحمه الله.
39- رسم مواضع الركوع في المصحف الشريف
الركوع هي المواضع المرسومة على هامش المصحف الشريف على شكل حرف ع وضعت تسهيلا لقارئ القرآن الكريم ليقف عليها وللشيخ رحمه الله اجتهاد خالف فيه المشهور والمعمول به من رسم الركوع في المصاحف وفي مكتبة الشيخ مصحف رسم فيه الشيخ علامات الركوع من أوله إلى آخره مخالفا في كثير من مواضعه ما عليه رسم الركوع في المصاحف المتداولة اليوم.
40- شرح قصيد أبي مسلم البهلاني
وهو كتاب لم يتمه بسبب كثرة الأشغال شرح فيه قصيدة أبي مسلم البهلاني رحمه الله في وظائف الإمام في الصلاة ولم يتبق منه إلا أوراق معدودة.
41- شرح كتاب الأيمان من المدارج
وهو شرح غير مكتمل توجد منه أوراق معدودة فقط وكتاب الأيمان هو الكتاب السابع في مدارج الكمال للشيخ السالمي وأول شرح الوالد قوله:الأيمان بفتح الهمزة جمع يمين وأصل اليمين لغة اليد اليمين...........
42- كتاب في فحول الرجال
وهو من الكتب التي لم يتمها وهو عبارة عن مواقف مشهورة لفحول الرجال من العمانيين وغيرهم ومن الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم يستفتح فيه شيخنا البطاشي رحمه الله ترجمة العلم بقوله: ومن فحول الرجال فلان الفلاني ثم يعرف به ويذكر أهم مواقفه البطولية.
43- رسائل علمية وسياسية
رسائل علمية متبادلة مع علماء عصره أبان فيها عن كثير من اجتهاداته الفقهية وبعض هذه الرسائل حافل بالنصائح والتوجيهات وهناك الرسائل السياسية التي تعنى بجانب الدولة وشؤون الناس والأمور القبلية ومن بين الرسائل المتبادلة رسائل الإمام الخليلي والسيد سعيد بن تيمور والإمام غالب والسيد احمد بن إبراهيم والشيخ صالح بن عيسى وغيرهم ومن أسف أن أغلب هذه الرسائل ذهبت مع ما ذهب من تراث الشيخ.
44- كتاب في حروب بني بطاش
كتاب وضعه في أيام بني بطاش وحروبهم وأرخ فيه لأحداث مهمة في القرنين الثالث عشر والرابع عشر وتكلم فيه عن رجال القبيلة وقادتها وذكر شيئا من مواقفهم وهذا الكتاب أنا لم أطلع عليه ولكن أخبرني عنه الأخ سلطان فهو من جملة المفقود.
45- رسالة صغيرة في الأهلة
رسالة مختصرة في الأهلة وفي رؤية هلال رمضان وفيها التحذير من التلاعب بالأهلة بالتقديم أو التأخير ونبه على دور السياسة في ذلك. (مخطوط)
46- رسالة في وادي ضيقة
وصف الشيخ رحمه الله وادي ضيقة بأنه أكبر وادي في عمان وفي هذه الرسالة تتبع رحمه الله مجرى هذى الوادي من منبعه حتى مصبه وذكر البلاد التي يمر عليها في جريانه بلدة بلدة والأودية الصغار التي تجتمع معه وقد أتى بالتفصيل على ذكر القبائل التي تسكن وادي الطائيين حيث مجرى الوادي وبين نسبها.
كما ذكر الجوائح الكبار التي سببتها ضيقة وعد منها جائحة سنة 1302 ه وجائحة سنة 1307 ه وجائحة سنة 1324هـ وجائحة سنة 1367هـ وجائحة سنة 1402هـ.
والرسالة نشرت في الصحف المحلية أكثر من مرة.
47- تفسير الأحلام
للشيخ رحمه الله نظم يربو على مئات الأبيات فسر فيه بعض الأحلام والرؤى وهذا النظم لا يزال مخطوطا لم يتيسر طبعه في كتاب إلى الآن.
48-الرحلة الدينية إلى الديار القدسية
وهي منظومة أنشأها في وصف رحلته إلى بيت الله الحرام سنة 1376هـ يربو عدد أبياتها على أربعمائة بيت.
وتعتبر سنة 1376هـ من السنوات الحرجة بالنسبة لشيخنا البطاشي رحمه الله لاعتبارات سياسية لذلك كانت سفرته هذه فيها مخاطرة كبيرة على سلامته وسلامة من معه وقد ذكر الشيخ ذلك في هذه المنظومة ووصف فيها جملة بلدان زارها ونزل فيها منها دبي وقطر والبحرين والكويت وكثير من إمارات المملكة والمنظومة من جملة تراث الشيخ الذي لم يطبع بعد.
49- منظومة في رحلته للحج سنة 1366هـ
هذه المنظومة وصف فيها رحلته لحج بيت الله الحرام سنة 1366هـ وهي منظومة طويلة لا تقل أبياتها عن أربعمائة بيت وهي مفقودة ولم اعثر عليها إلى الآن مع شدة البحث والتحري وعلمت أن الشيخ رحمه الله أعار المخطوط الذي يحوي المنظومة لبعض أشياخ بني هناءة ومن هناك فقد أثر المنظومة وعسى أن يجود الزمان علينا بها.
50- مجموعة أراجيز
أراجيز كثيرة في فنون متنوعة في الفقه والأصول وفي وصف بعض الأحداث المعاصرة (مفقودة).
51- مجموعة قصائد
قصائد عديدة في الرثاء والاستنهاض والاخوانيات وكثير منها كان أيام قيامه بنزوى (مفقودة).
المبحث الخامس: منزلته العلمية
شغل شيخنا البطاشي مكانة مرموقة بين علماء عصره وشهد له معاصروه بالعلم وأثنى عليه جمع غفير من أهل العلم وكان الإمام الخليلي رحمه الله يلقبه بنسابة عمان ويرجع إليه في كثير من المسائل ويستريح إلى رأيه كما كان يستشيره في كثير من القضايا الهامة اذكر منها قضية الجدب الذي أصاب عمان سنة 1368هـ وخروج الإمام بالمسلمين للاستسقاء ثمان مرات وفي كل مرة لا يسقون فكتب الإمام للشيخ البطاشي كتابا جاء فيه بسم الله الرحمن الرحيم من إمام المسلمين محمد بن عبد الله إلى الشيخ الولد محمد بن شامس البطاشي أما بعد: فقد كان نبي الله داود عليه السلام يخرج في الليل متنكرًا يسأل الناس عن سيرته وعما ينقم عليه وأريد منك أن تبين لي إن كان ينقم علي شيء من الأمور وتبينه لي وسيأتيك الخادم مبروك بكرة الصباح وأعطه الكتاب.
وهذا دليل على المنزلة التي كان يتمتع بها شيخنا عند الإمام الخليلي وشاهد على ثقة الإمام فيه وإلا لما اختاره من بين عشرات العلماء والقضاة وأهل الحل والعقد لولا أنه يطمئن إلى قوله ويرتاح إليه.
وفي كتاب آخر من الإمام الخليلي رحمه الله إلى الشيخ رحمه الله استهله الإمام بعد البسملة بعبارة من إمام المسلمين محمد بن عبد الله إلى الشيخ الأكرم المحترم الولد محمد بن شامس البطاشي.
ثم بعدما ذكر الغرض من إنشاء الكتاب لم يفته أن يوصي الشيخ والظاهر أن هذه الوصية منه متعلقة بكتاب أرسله الشيخ إليه وان كتاب الإمام الخليلي هذا جاء ردا على كتاب الشيخ بدليل قول الإمام: وكتابك وصلني ثم أردفه بقوله: وأقول يا محمد بالعدل قامت السموات والأرض وبالجد والاجتهاد والإخلاص ترقى سلفكم فإن سرتم سيرهم بلغ بكم ما بلغوه وينبغي التنافس في الخير وأن يكون كل عامل مقبل إلى شأنه وبعهدي فيك من الفطانة ما لا مزيد عليه وإنما أحاذر من العمال النظر إلى بعضهم بعض وأن يقتدي بعضهم ببعض وإن سلكوا مسلكا فيه عجز أو قصور أو تقصير وهذا هو الداء الأعظم.
ومن تأمل كتاب الإمام يلقى فيه إشادة بالشيخ وتزكية من نحو قوله: فيك من الفطانة ما لا مزيد عليه.
وكتب له الإمام الخليلي كتابا آخر جاء فيه: من إمام المسلمين محمد بن عبد الله إلى الشيخ الولد الفاضل الفاصل محمد بن شامس البطاشي سلام عليك ورحمة الله وبعد: فإنه بلغتنا أمور ما بين أناس بالسيب يتعصب السيابيون لفريق وأهل الخوض لفريق وهذا أمر نراه لا يحسن ولا يمكن وعليكم أن تثوروا وتمنعوا التعصب بين هؤلاء القبائل والذي لا ينكف قوموا عليه أو عرفوني فإنه يلزم المسلمين قتال من لم يكفه الحق ويصر على الباطل والله ناصرهم لا محالة إن نصروه وعده حق وقوله صدق قال الله تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم) (وما النصر إلا من عند الله).
وكفى بهذا الكتاب دلالة على المكانة التي يكنها الإمام الخليلي لشيخنا البطاشي.
وفي مراسلات الشيخ مع علماء عصره ما يدل على اعترافهم له بالعلم وشهادتهم له برسوخ القدم وطول الباع.
جاء في جواب وجهه الأشياخ العلماء إبراهيم بن سعيد العبري وإبراهيم بن سيف الكندي وسالم بن حمود السيابي وهاشم بن عيسى وأحمد بن حمد الخليلي ومحمد بن راشد إلى الشيخ ما يؤكد إقرارهم له بالعلم إذ صدَّر الجواب الشيخ العلامة إبراهيم بن سعيد العبري بقوله: هذا جوابنا للأخ العلامة محمد بن شامس البطاشي............. الخ.
وهؤلاء العلماء المذكورون عليهم مدار الفتوى والقضاء في عمان وهم أكبر علماء زمانهم.
وقد ذكر الشيخ المؤرخ سيف بن حمود البطاشي رحمه الله شيخنا البطاشي في كتابه إتحاف الأعيان في مواضع عدة وكان يعرض على الشيخ ما يستجد من مادة كتابه أيام تأليفه له ويرجع إليه في الكثير من المسائل التاريخية وفي تراجم الأعلام وكذلك كان يعرض عليه تآليفه الأخرى أثناء كتابتها وجمع مادتها مثل الطالع السعيد وإيقاظ الوسنان وتاريخ المهلب وغيرها.
قال في إتحاف الأعيان: 1|173
وللشيخ العلامة محمد بن شامس البطاشي أبقاه الله كلام في الشيخ المنير رحمه الله......... الخ. أه.
وقال في موضع آخر: 1|182
وللشيخ العلامة محمد بن شامس البطاشي أبقاه الله في سلاسل الذهب عند ذكره الإمام عبد الملك بن حميد.......... الخ. أه.
وقال في موضع آخر: |255
وهذه قصيدة قالها الشيخ العلامة محمد بن شامس البطاشي أبقاه الله في أجزاء المصنف.... الخ. أه.
هذه بعض المواضع التي ذكر الشيخ فيها في كتابه إتحاف الأعيان وهي كلها في موضع الاستشهاد والاستئناس بقوله.
واستشهد بالشيخ كذلك مرات عديدة في كتابه الطالع السعيد نبذ من تاريخ الإمام احمد بن سعيد منها قوله: وللشيخ العلامة محمد بن شامس البطاشي أبقاه الله في المعنى قوله............ الخ. أه.
وقال في موضع آخر:
وفي هذه المعركة التي وقعت بين العجم وبين السيد سيف بن حمير ومن معه من قوم الإمام سلطان بن مرشد بسيح الحرمل يقول الشيخ العلامة محمد بن شامس البطاشي في الجزء العاشر من كتابه سلاسل الذهب......... الخ. أه.
وقال في موضع آخر:
وقبل أن أواصل القول عن استمرار حصار العجم لأحمد بن سعيد بعد موت الإمام سلطان بن مرشد وسيف بن سلطان أحب أن اذكر هنا أبياتا من سيرة العلامة محمد بن شامس البطاشي فيما يتعلق بمجيء العجم وأمر سيف بن سلطان........ الخ. أه.
وقال في موضع آخر:
وهذا زعم مردود والمشهور خلافه مع المؤرخين العمانيين إذ الصحيح أن خروج العجم من عمان بالقوة التي اضطرتهم إلى مفاوضة احمد بن سعيد ولولا القوة لما لجئوا إلى التفاوض معه وفي ذلك يقول الشيخ العلامة محمد بن شامس البطاشي أبقاه الله... الخ. أه.
واستدلاله بقول شيخنا هنا جاء في معرض حديثه عن خروج العجم من صحار وان خروجهم كان نتيجة بسالة الإمام احمد بن سعيد ومقاومته لهم لا كما يزعم بعض المؤرخين أن خروجهم من صحار كان على شرط أن يدفع لهم الإمام احمد بن سعيد جزية سنوية وان يعترف بسيادتهم على البلاد مقابل إبقائهم له حاكما عليها.
وقال في موضع من كتابه فتح الرحمن ومورد الضمان (مخطوط):
وأخبرني الشيخ العلامة محمد بن شامس البطاشي أبقاه الله انه وقت إقامته بنزوى اطلع على كتاب من جوابات الشيخ سلطان في بلد منح ولعله فقد وما زلت أبحث عنه في المكتبات التي ارتادها فلم أظفر به. أه.
وممن أشاد بمكانة الشيخ العلمية وذكره في كتابه الشيخ محمد بن راشد الخصيبي الذي ترجم له في كتابه شقائق النعمان وجعله من علماء الطبقة الخامسة وهي طبقة الشعراء جهابذة العلماء الذين لهم الأراجيز في الأديان والأحكام والسير والآداب.
ومما جاء في ترجمته نظما هذه الأبيات:
وفتى شامس محمد الحبر **** سمير العلوم والخبرات
وهو ينمي لآل بطاش الشم **** أهيل المفاخر الجبهات
عنه يكفي سلاسل الذهب الإبريز **** نلفيه من كنوز الحياة
ثم شرع في تفصيل ما أجمله في نظمه فقال:
ممن قرض الشعر في القرن الرابع عشر من الهجرة رجزا وغير رجز في الأديان والأحكام والأدب وغير ذلك من فنون العلم الشيخ العلامة محمد بن شامس بن خنجر بن شامس البطاشي.
وقال أيضا: ويعد من الحفاظ الأذكياء ومن الأشخاص البارزين بمكارم الأخلاق ومعالي الأمور كما انه يعد من أعيان قومه ومن أكابرهم بل هو الوحيد المنظور إليه بشرف علمه وحسبه وقد استطاع أن ينفع المسلمين بكل خدمة وعمل حتى بالتأليف لأهليته ولأنه راسخ القدم طويل الباع في العلوم ذو ملكة فيها وذو اقتدار على النظم فضلا عن النثر ناهيك بكتابه سلاسل الذهب في الأصول والفروع والأدب رجز عشرة أجزاء. أه.
ومن الذين ترجموا للشيخ البطاشي وأتوا على شيء من شعره السيد الفقيه حمد بن سيف بن محمد البوسعيدي في كتابه قلائد الجمان حيث قال:
من الذين نظموا الشعر الشيخ العلامة القاضي محمد بن شامس بن خنجر البطاشي، إلى أن قال: وأصبح ذا ملكة في جميع الفنون من علم الأصول والفروع والتاريخ والأدب والنسب وكان آية في الذكاء والحفظ وكان الإمام الخليلي معجبا به وبحفظه وذكائه.............. أه.
وذكره أيضا في كتابه الآخر الموجز المفيد عند الكلام عن نسب البوسعيد واستشهد برأي شيخنا الذي يذهب إلى أن نسب البوسعيد يرجع إلى أبي سعيد المهلب بن أبي صفرة القائد الشهير.
وهناك الأسئلة النظمية التي تحمل في طياتها تنويها بمكانة الشيخ العلمية وأهليته للفتوى والاجتهاد.
هذه الأسئلة كانت ترد إليه من أصناف شتى من الناس فهناك العلماء وطلاب العلم وعموم الناس.
ويحضرني من جملة هذه الأسئلة سؤال من الشيخ سعيد بن خلف الخروصي يقول فيه:
تربع في دست القضاء علم الهدى ***** بها فغدت تسخو بعلم وحكمة
محمد الزاكي خلاقا ومحتدا ***** إلى آل بطاش علا عرش عزة
أعلامة القطر العماني جد لنا ***** بنظم جواب فيه هدي الشريعة
يفصله منك البيان بحكمة ***** تبني سبيل الرشد كشفا لحيرة
وهذا سؤال من الشيخ سليمان بن مهنا الكندي يقول فيه:
ألا حي شيخا زكي الخصال ***** كريم المساعي جزيل النوال
وفيا تقيا صديقا صدوقا ***** وبالعلم أضحى عديم المثال
هو الحبر أعني فتى شامس ***** رقى للمعالي فحاز الكمال
حمد فاكشف لما حل بي ***** من الجهل إذ هو الداء العضال
وسؤال آخر من الشيخ علي بن جبر الجبري يقول فيه:
كمثل الهمام المرتضى نجل شامس ***** حميد المساعي المشرقات مناقبه
فقيه رضي ألمعي سميدع ***** أوائله محمودة وعواقبه
سعى لاكتساب المجد سعي موفق ***** ولا زال تهمي للأنام سحائبه
ويخاطبه الشيخ ناصر بن سالم بن سليمان الرواحي في مرثيته التي رثاه بها بعبارات من نحو يا سمي المصطفى، يا فقيد العصر، يا أوحده، يا عميد الشرع، وغيرها من العبارات الدالة على علو المنزلة وسمو المكانة.
يتبع .../...